Abrir menú

معلومات شاملة عن حمّى الكلاب والحيوانات الأليفة

04- Dogs Canine Distemper

عادة ما تكون تربية ورعاية حيوان أليف سبباً في جلب السعادة الغامرة لصاحبها وإيجاد رفيقٍ وفيٍ ولطيفٍ وصافي القلب له، إلا أنها تتطلب مسؤولية والتزاماً دقيقاً ومنضبطاً يكفل صحة ورفاهية هذا الحيوان الأليف من خلال العناية الفائقة به والمراقبة الحثيثة لصحته وسلامته بما في ذلك أي أعراضٍ أو علامات قد تظهر على الحيوان الأليف مدللة على مرض أو خلل في صحته.

 وفي حين يستحسن إجراء فحص بيطري دوريٍ لصحة الحيوان الأليف مرة واحدة على الأقل في السنة؛ فإنه يوصى بمراقبة بعض علامات وأعراض المرض والتدهور الصحي التي قد تظهر على الحيوانات الأليفة، ويوصى بالحرص على أخذها بعين الاعتبار والقيام بالإجراءات المناسبة حيالها على الفور بما في ذلك اصطحاب الحيوانات إلى عيادة بيطرية أو إلى مستشفى الحيوانات أو إلى طوارئ قطط أو طوارئ كلاب أو ما شابه؛ لعرضها على دكتور بيطري وفحصها والقيام بما يلزم لها من علاج بيطري متخصص وفوري.

وإن من أبرز هذه العلامات والأعراض التي قد تظهر على الحيوانات الأليفة لتشير إلى خلل صحي ما أو إلى مرض هذه الحيوانات؛ ما يلي: 

  • الانتفاخ أو التورم 
  • انخفاض أو ارتفاع القابلة للأكل أو الشرب 
  • الزيادة أو النقصان في الوزن 
  • العرج، أو التشنجات، أو الصعوبة في الحركة والانقضاض أو النهوض
  • الإسهال أو الإمساك في الإخراج سواءً في البول أو البراز 
  • الإفرازات الجسدية الغريبة من أي أجزاء أو مسامات في الجسم
  • التغيرات البدنية والسلوكية مثل التغير في الفرو وللعق والخدش 
  • التصرفات غير الطبيعية والإجهاد أو فرط النشاط 
  • تراكم “البلاك” أو التكلس الشديد على الأسنان، أو انبعاث رائحة كريهة من الفم

التعريف عن حمّى الكلاب

قد تصاب الكلاب بالحمى المخاطية التي تعرف علميا باسم “فيروس الباراميكسو” أو “باراميكسوفيروس”، وبينما يعتبر هذا الفيروس شديد العدوى بين الحيوانات ومنها الكلاب، فإنه يستهدف كلاً من الجهاز التنفسي والجهاز الهضمي والجهاز العصبي للجراء والكلاب في كثير من الأحيان ما قد يتسبب في أمراض خطيرة مثل السل أو الطاعون أو الحصبة عند الكلاب والحيوانات الأخرى المعرضة للإصابة أضف إلى ذلك تأثير الإصابة الخطير على أعضاء مختلفة من أجسام الكلاب أو الحيوانات المصابة، وفيما قد تستمر أعراض وعلامات الإصابة بالفيروس أو العدوى بالظهور على الكلاب على مدار 14 يوماً؛ فقد يستغرق طرد جزيئات الفيروس من جسم الكلب أو الحيوان المصاب عدة أشهر حتى يصل إلى الشفاء الكامل.

ما هي الطرق التي تنتشر عبرها حمّى الكلاب؟ 

تنتقل عدوى هذا الفيروس أو هذه الحمّى بين الكلاب والحيوانات الأخرى عادةً عن طريق الرذاذ الناتج عن عُطاس أو سعال الكلاب أو الحيوانات المصابة، ويمكن أن تنتشر العدوى ضمن نطاق يصل إلى 25 قدماً، مما يزيد احتمالة وخطورة انتقال العدوى عبر الجهاز التنفسي للحيوانات بما فيها الكلاب.

 وبناءً على ذلك؛ فيُعد الاتصال والاختلاط المباشر بين الكلاب أو الحيوانات المصابة والكلاب أو الحيوانات غير المصابة وغير المحصّنة بالمطاعيم الوقائية؛ أحد أبرز أسباب انتشار الفيروس أو الحمّى والإصابة بها، كما يمكن أن يتسبب الاختلاط بين الكلاب المنزلية والكلاب البرية بجعل الكلاب المنزلية أكثر عرضة للإصابة بالفيروس أو الحمّى نظراً لكون الحياة البرية موطناً لهذه الفيروسات والأمراض بين الحيوانات بما فيها الكلاب، وبالتالي ارتفاع حظوظ الإصابة بين الحيوانات والكلاب البرية بخلاف الكلاب المنزلية.

أعراض وعلامات إصابة الكلاب بالحمّى

تبدأ الأعراض المبكرة عادةً عبر ظهور الإفرازات المائية أو القيحية ذات اللون الأصفر إلى الأخضر، فيما تتطور هذه الأعراض تدريجاً بظهور أعراض نزلة برد طفيفة على الحيوانات المصابة مثل جريان ماء العين الأشبه بالدموع أو السيلان من الأنف، كما يمكن أن تصل الحالة بالحيوانات أو الكلاب المصابة للارتعاش والمعاناة من الصعوبة في البلع وانخفاض الشهية، إلى جانب السعال والإفرازات من الأنف، كذلك القيئ والإسهال، أضف إلى ذلك الخمول واحتمالة التعرض لنوباتٍ جزئية من فقدان الوعي. 

كما يمكن أن ينعكس الفيروس في حالات نادرة على جعل كفات أو ألواح أقدام الكلاب أو الحيوانات المصابة أكثر خشونة وصلابة، وقد يتسبب الفيروس أو الحمّى بأضرار يصعب علاجها في الجهاز العصبي للكلاب أو الحيوانات المصابة إن لم تتسبب هذه الأضرار بوفاة الكلب أو الحيوان المصاب في بعض الحالات الصعبة.

وغالباً ما تعاني الكلاب أو الحيوانات التي تتعافى من المرض من نوبات ارتدادية متكررة بالإضافة إلى ارتعاش عضلي طويل الأمد، لذا فيجب اصطحاب الكلاب أو الحيوانات إلى مستشفى بيطري لمعاينتها من قِبل دكتور بيطري متخصص وإجراء اللازم لها فور ظهور أيٍ من الأعراض عليها نظراً لخطورة المرض وتنوع أعراضه الكثيرة والمتعددة.

“تجدر الإشارة إلى حاجة الكلاب أو الحيوانات المصابة إلى الدفء والرعاية البيطرية المناسبة إلى جانب ضرورة عزلها عن الكلاب أو الحيوانات الأخرى حال ثبوت إصابتها”.

هل تُعد الجراء أكثر عرضة للإصابة بالحمّى؟

الحقيقة هي أنه ليس هنالك علاقة بين أعمار الكلاب وخطر إصابتها بالحمّى، ويعتبر أي كلب أو حيوان آخر عرضة للإصابة بالحمى طالما لم يُنهِ تلقي السلسة الأساسية للقاحات الوقاية من الحمّى، مثل لقاح حمّى الكلاب (DHPP)، ولقاح الفيروس الغُدّي 2، ولقاح الانفلونزا، ولقاح فيروس بارفو، وهي التي يتم إعطاؤه جميعاً من قِبل دكتور بيطري ضمن إجراءات تطعيم كلاب شاملة، وفي حال لم تتلقَ الكلاب أو الحيوانات هذه اللقاحات أو المطاعيم فإنه ستكون عرضة لخطر الإصابة بالحمّى بغض النظر عن عمر هذه الكلاب أو الحيوانات الأخرى، وإنما قد يؤثر نقص المناعة الطبيعية التي يوفرها حليب الأمهات للجراء على قابليتها لاستقبال الفيروسات وعدوى الحمّى نتيجة لعدم نضوج أجهزتهم المناعية بالقدر الكافي، وعدم قدرتهم على محاربة العدوى ومواجهة أعراض الإصابة كالكلاب الكبيرة الأخرى، لذا فينصح بالعناية بها وابعادها عن التجمعات بحرص أكبر.

كيفية تشخيص إصابة الكلاب بالحمّى 

لا بد من اصطحاب الكلاب إلى مستشفى أو عيادة بيطرية فور ظهور أي من الأعراض الأولية التي ذكرناها سابقاً عليها، وذلك من أجل قيام دكتور بيطري متخصص بفحصها وتشخيص حالتها بشكلٍ دقيق، إذ قد تكون الإصابة ليست واضحة بالقدر الكافي خلال فترة الأعراض الأولية، ويمكن أن تظهر وكأنها إشارة لأمراض أو عدوى أخرى في البداية، ولذا فيقوم الفريق البيطري بالتشخيص الأولي كإجراء تقييمي يدرس مدى حدة الأعراض ومسبباتها، ويمكن أن يستغرق هذا الإجراء بعضاً من الوقت للتأكد من الحالة والقيام بمحاكاة تحتمل الإصابة بأمراض أو عدوى أخرى تشمل العديد من الاختبارات المعملية التي لتحديد نوع الإصابة وسببها واستبعاد الأمراض الأخرى الخطيرة والمحتملة في هذه الحالة ومنها: 

  • حمّى الجبال الصخرية المبقّعة 
  • داء البريميات
  • فيروس التهاب الكبد المعدي
  • التسمم 

وبشكلٍ عام؛ فتساعد هذه الفحوصات في البحث عن التلوث الفيروسي والتأكد من حالة الحيوان المصاب عند ظهور الأعراض المتعددة التي تؤثر على الجهاز التنفسي، والجهاز الهضمي، والجهاز العصبي، والتي تشير غالباً إلى مرضٍ متصلٍ بشكلٍ وثيقٍ بحمّى الكلاب، وذلك مع الأخذ بعين الاعتبار احتمالية الإصابة الحتمية بالحمّى.

وعادة ما ترتفع احتمالية الإصابة في الحيوانات أو الكلاب التي لا تكون محصّنة بالمطاعيم واللقاحات الوقائية، أو التي تكون حالة التطعيم والتلقيح واضحة فيها، ويمكن أن يأخذ الفريق البيطري خزعات من كفة أو لوح قدم الكلب الذي يجري تشخيصه للتحقق من وجود الحمض النووي الفيروسي أو اختبار الدم أو السائل الشوكي للأجسام المضادة.

علاج مرض حمّى الكلاب 

ليس هنالك علاج محدّد لحمّى الكلاب، إلا أنها عادةً ما تركز الطرق العلاجية على الحد من الأعراض الجانبية ومنعها مثل الالتهابات الثانوية، والغثيان، والقيء، والإسهال، كذلك فتسعى الطرق االعلاجية لتقليص وتحجيم الأعراض العصبية، ومحاولة العلاج عن طريق التغذية الجيدة والرعاية االمستمرة والداعمة لتحسن الكلب، إلى جانب ضرورة مراقبة الأعراض ومحاولة التخفيف منها بواسطة العلاجات المسكّنة والتحفيزية التي ينصح بها الأطباء البيطريون ومنها ما يلي:  

  • المضادات الحيوية واسعة النطاق
  • المسكّنات الأدوية التي تقلل الألم
  • الأدوية المضادة للتشنج
  • مخفضات الحمّى 
  • التغذية بالمعادن الطبيعية المفيدة التي تسمى “الإلكتروليتات” ومنها أملاح الصوديوم والكلوريد والبوتاسيوم التي تساعد على موازنة الرقم الهيدروجيني للجسم ، ونقل العناصر الغذائية إلى الخلايا، وتسهيل وظيفة العضلات، وتنظيم وظائف الأعصاب
  • العلاج بالتغذية الوريدية بالمعادن والفيتامينات الضرورية لتعزيز صحة الكلاب 
  • فندقة الكلاب والإقامة البيطرية في المستشفى للحصول على عناية حثيثة حتى تحسن حالة الكلب

ويمكن لهذه العلاجات أن تسهم بشكلٍ فعّال في علاج الكلاب المصابة بالحمّى، إلا أنها قد تستمر الأعراض المرضية المتعلقة بالجهاز العصبي في الظهور أحياناً على بعض الحيوانات والكلاب بالرغم من اتباع هذه الطرق العلاجية وإمكانية الشفاء في كثير من الأحيان، كذلك فغالباً ما تسهم العلاجات الاستباقية التي يتم منحها للكلاب مع بدء ظهور الأعراض الأولية للحمى؛ في تعافي الكلاب المصابة بشكلٍ تام، في حين أنها قد تستمر أعراض وتأثيرات الإصابة بالظهور في الجهاز العصبي في بعض الأحيان بخلاف الجهاز الهضمي والجهاز التنفسي.

لذا فيوصى بمواصلة تلقي النصائح الاختصاصية من الجهات البيطرية وإجراء الفحوصات البيطرية الدورية للحؤول دون الوصول إلى الأعراض العصبية الخطيرة والمتطورة، ويمكن أن يمنح الفريق البيطري للكلاب أدوية تستهدف علاج الجهاز المناعي أو مضادات للالتهابات أو مركبات الستيرويد العضوية، إلا أنها ليس بالضرورة أن تكون فعّالة دائماً، كما قد يكون العلاج بمركبات “الكورتيزون” أو “الجلوكوكورتيكويد” فعالاً في علاج بعض الكلاب المصابة بأمراض عصبية مزمنة ومتقدمة.

هل توجد طرق لمنع حدوث عدوى في الكلب؟

كما ذكرنا سابقاً؛ فإن الجرّاء تكون عادةً أكثر عرضة للإصابة بعدوى الحمّى، نتيجة لافتقارها القدرة المناعية التي قد يمكن أن تمتلكها الكلاب الكبيرة، إلا أن ذلك لا يعني أن هنالك استثناءات من احتمالية إصابة الكلاب بعدوى الحمّى، سوى الكلاب التي تكون قد أكملت تلقي المطاعيم واللقاحات الوقائية، والتي تحظى بعمليات تعقيم كلاب وتنظيف مستمر، إلى جانب عدم الاختلاط بشكلٍ كبيرٍ مع غيرها من الحيوانات أو الكلاب الأخرى خصوصاً الكلاب والحيوانات البرية، أضف إلى ذلك عدم التعرض للأماكن الملوثة وغير النظيفة والمعقّمة، كذلك فإن للالتزام بالبرامج الغذائية الصحية والمناسبة للكلاب أثر كبير في تفادي الإصابة بعدوى الحمّى. 

ولحسن الحظ أن هنالك العديد من المطاعيم واللقاحات القوية والفعّالة للغاية حيال تفادي إصابة الكلاب بالحمّى، وينبغي أن تتلقى الجراء الصغيرة اللقاحات والمطاعيم القياسية في عمر 8 و12 و16 بشكلٍ أسبوعي للحد من احتمالية الإصابة بالعدوى، كما يجب أن تتلقى الكلاب البالغة جرعات معززة إضافية من لقاح الحمّى بعد تلقي جرعات الجراء الأولية، وينبغي تحديد عدد المرات التي يحتاج فيها كلبك إلى تلقي اللقاحات والمطاعيم المعززة بمساعدة دكتور بيطري متخصص.

كذلك فتجدر الإشارة إلى أنها تمت المصادقة في الآونة الأخيرة على التباعد لثلاث سنوات بين تلقي الكلاب للمطاعيم واللقاحات المضادة للحمّى؛ مما يعني أنها أصبحت ضرورية كل ثلاث سنوات فقط، إلا أنه لا بد من تأكد وحرص مالكي الكلاب الناضجة على تلقي كلابهم أحدث جرعة من اللقاحات المضادة للحمّى، كما يوصى باستشارة أصحاب الكلاب للطبيب البيطري والاستفسار منه عن أفضل جدول لتطعيم كلابهم وتصحينها ضد الإصابة بعدوى الحمّى؛ إذ يعد القيام بعمليات تطعيم كلاب دورية وصحيحة؛ الطريقة المثلي والوحيدة للوقاية السليمة من هذا المرض الخطير إلى جانب تفادي اتصال الكلاب السليمة مع الكلاب الضالة أو التي يزيد احتمالية إصابتها بالحمّى أو المصابة بالفعل.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

قطط

إدارة الوزن للقطط والكلاب

السمنة في الحيوانات الأليفة تشكل خطراً صحياً خطيراً ويزداد بشكل مستمر. ومع ذلك، يمكن لإدارة الوزن من قبل الفريق البيطري المساعدة في تمديد عمر المرضى

Read More »
قطط

أمراض القلب في القطط والكلاب

يُعَدُّ مرض القلب قضية صحية خطيرة تؤثر على الإنسان والكلاب والقطط، وعلى الرغم من أن الأمراض الشائعَة التي تصيب البشر، مثل أمراض القلب، لا تؤثر

Read More »